Description

Hilyatul Mutallim (Arabic Text)- Paperback

حلية المتعلم

إن طلب العلم صناعة: له مبادئه، وأصوله، وآدابه، وهي أكثر مما تحصى، إلا أن جملة من تلك المبادئ والأصول ما كانت بمثابة القواعد والأركان الأساسية، فهي للعلم بمنزلة الدعائم للبنيان، يدوم بثباتها، يزول بزوالها. وقد ألف أستاذنا الجليل، الشيخ المفتي سيف الإسلام (حفظه الله تعالى ورعاه) كتابا بالإنجليزية في بيان تلك القواعد، والذي رسمه لمعشر الطلاب المبتدئين، بجامعة خاتم النبيين، ونشرها منذ فترة طويلة. فلما دعت الحاجة إلى إعادته، أمرني بمراجعته، وكلفني بتهذيبه وتطويره وإعداده باللغة العربية، حتى يكون الإصدار الجديد مناسبا للمتوسطين، ويصلح تقريره في نصاب التعليم.

فكان عملي هذا معتمدا عليه، وهو يحتوي على خمسة أركان، يندرج فيها عدد من القواعد السلوكية والأصول الدراسية التي تبنى عليها الأحكام، وتحقق بإثباتها النتائج والمرام، وتعين على تكوين شخصية مثالية لطالب العلم الشرعي. فأوصيك يا طالب العلم —ونفسي أولا— بالاهتمام بهذه الأصول، فبها نصل إلى المطلوب، ونظفر بالمقصود، وإلا فمن حرم الأصول، حرم الوصول؛ فاقبل هذه الوصية ممن هو أحوج إلى الانتصاح بها منك.

ترجمة الشيخ المفتي سيف الإسلام

ولد الشيخ عام ١٩٧٤م، وحفظ القرآن الكريم وعمره ثلاث عشرة سنة، والتحق بدار العلوم العربية الإسلامية حيث درس الفنون العربية، وتلقى العلوم الإسلامية على مدى ست سنوات، وحصل على الشهادة العالمية، ونال من شيوخه الإجازات العامة والخاصة في الحديث. ثم قضى سنة في التخصص في الفقه الحنفي والتدريب في الإفتاء على يد الشيخ الأكبر المفتي شبير أحمد حفظه الله تعالى، وحصل على الإجازة فيه. وقد لازم أستاذه ومربيه الشيخ يوسف مطارة رحمه الله تعالى طوال إقامته بالجامعة، وتأثر به جدا، واستفاد منه علم الطريقة والحقيقة.

بعد أن تخرج الشيخ من دار العلوم، اشتغل بالتدريس في مدينته، برادفورد، إنكلترا، حيث أسس جامعة خاتم النبيين عام ١٩٩٦م، والتي أصبحت اليوم مركزا عالميا للتعليم الإسلامي. والشيخ رئيس التحرير لمجلة المؤمن، وله مصنفات عديدة في التفسير، والحديث، والفقه، والآداب، والإصلاح الإجتماعي والشخصي. وكانت له أياد بيضاء على مسلمي بريطانيا في خدمة الدين، وإنجاز الكثير من المشروعات العلمية، والتربوية، والروحية، وافتتاح المدارس والمعاهد التي تعمل تحت رعايته. وآثاره الطيبة منتشرة في طول البلاد وعرضها.